أصداء تاريخية لفتح صلاح الدين آيلة من الصليبيين 1170م/ 566ه و 1183م/579ه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب – جامعة دمنهور

المستخلص

يستهدف هذا البحث التعرف على الظروف المحيطة بحدث غزو الصليبين لبلدة آيلة وجزيرة فرعون المواجهة لها، واستردادهما مرتين فى عام 1170م وفى عام 1183م؛ وما ترتب على ذلک من نتائج سياسية عسکرية، وعودة الحج البري والتجارة مصر والشام، وانفتاح المغرب العربي على مشرقه.
 
فمن الناحية السياسية والعسکرية؛ أحدث الاسترداد الصلاحى الأول لآيلة نقلةً حربيةً جديدة على ساحة القتال الإسلامى الصليبى بأسرها، واتصلت مصر بالشام عملياً وأصبح مصيرهما واحداً فى ساحة القتال وجمعتهما الوحدة السياسية الذى جسدها ذلک الجسر البرى الرابط بينهما عبر آيلة والمعروف تاريخيًا بطريق صلاح الدين الحربى. وحينها وجد صلاح الدين نفسه فى مواجهة القبائل البدوية المتعاونة مع الفرنج. أما بعد استردادهُ لها ثانيةً، وبعد أن ذاع صيته بإنقاذ الأراضي المقدسة في الحجاز من الصليبيين، تمکن من ضم البدو لمعسکره، ما ساعد على تأمين الطريق.
أما الصدى الثاني فيتمثل في تنشيط حرکة الحج والتجارة على الطريق البري رغم وجود الطريق
 
 
 
البحري عبر البحر الأحمر الذى في وسعه أن يقوم بالدور نفسه، وظل يقوم بهذا الدور بقية عهد الدولة الأيوبية مع فترات من التوقف، ثم انتعش من جديد أثناء حکم الظاهر بيبرس للبلاد بحيث بدا وکأنه الطريق الرئيسي للانتقال إلى الحجاز والشام.
 
ويتمثل الصدى الثالث في تنشيط الحرکة الثقافية والاجتماعية، نظرًا لارتباطهما بالحج والتجارة، فنزح المجاهدون المغاربة إلى المشرق الإسلامي لمجاهدة الصليبيين، ومجاورة علمائهم للمسجد الحرام والمسجد النبوي، فضلًا عن الإقامة في مصر والشام، وواکب ذلک تأثيرات مذهبية برزت فى مجال تزايد أعداد المعتنقين للمذهب المالکى فى فلسطين تحديداً، کما حازاها فى مجال الثقافة ورود فنون جديدة من المغرب فى مجال الکتابة الأدبية.

الكلمات الرئيسية